يطولُ الليلُ وأنا تحت سقفه مُنتظر
عند مشارف شروقه أنتظر
بالدُفِ والألحانُ
وبمزامير من بوق السهر
ونبيذٌ منْ دمعيَ المنهمرْ
فلماذا لا أنتظر؟
وقوافلُ الأمل أجراسُها في السماء دُقتْ
بُروقاً ورعُوداً وثلوجاً بيضاء
تُعلنُ هُطول غيثْ الأمل مطرْ
لتُنبتَ موكباً من الآمال
الآمال
مرتديةً ثوبها الفضفاض الأخضر
ومتوجةً بإكليلٍ منْ الغار
يزين عُنقها عَقدٌ منْ أغصانِ الزيتونِ
وصولجانُها عُوداً منْ قَصبِ السُكر
وأنا يا فارِسُها الشجاعُ لها مُنتظْر
بهديلِ الحمامِ
ومشعلِ من لهيبِ الشمس
وقنديلٍ من ضوء القمر
يطُول الليلْ
والليلُ بلا أملٍ
كالعُتمةُ الدهماءُ بلا قمرْ
أو كجنةٍ
لا يعرفُ لها خارطةٍ أو ممر
كالإنسانِ بلا ذكرىَ ولا عُمُّر
فيا ليلي الطويل أبقني على قيد الأمل
قمراً عاريٍ متستراً بعباءة الليل
رأسي المُثقلُ بالخرافات
نافذةٌ فقدت شرف زجاجها
والليل الذي خنقته يدُ الصمت
باستثناء عويلُ قلبي المشتاق
فإن لم تخرسه أنغام الأمل
فليلي بدونها ملل يقتلني
أنا إن كنتُ بلا قمرٍ ومفقود الأمل
فأنا كالمسجون في زنزانة الألم
اليأس قضباناً تثقب رأسي وتُغرس في القدم
والقيود سلاسلٌ من ندم
لهذا أطلبك
لهذا أرجوك
لهذا أستميحُك
وأسئلك
أن تُشرق يا قمري بأملي الموعود
أشرق وعليك الأمان بشرف القلم
الليلُ قمرهُ يًناديني
لا تُغمض عيناك
لا توسِد الآن رأسك
أنتظر حتى يقطرُ ليلك قمراً
لا تغُمض عيناكَ حتى تُكحلها بنورِ الأمل
فنومك كالموتِ بِلا خيرِ العمل
أنتظر لمشرقها وأنعم
أنتظر ولا تنمْ
لا تنمْ
لا تنمْ